/م12
التّفسير
القرآن المعجزة الخالدة:
يبدو من هذه الآيات أنّ النّبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان يوكل إِبلاغ الآياتنظراً للجاجة الأعداء ومخالفتهملآخر فرصة ،لذا فإِنّ الله سبحانه ينهي نبيّه في أوّل آية نبحثها عن ذلك بقوله: ( فلعلك تارك بعض ما يوحى إِليك وضائق به صدرك )
لئلا يطلبوا منك معاجز مقترحة كنزول كنز من السماء ،أو مجيء الملائكة لتصديقه ( أنْ يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك ) .
وكما يستفاد من آيات القرآن الأُخرى كما في سورة الإِسراء ( الآيات 9093 )إِنّ هؤلاء لا يطلبون هذه المعاجز ليصدقوا دعوى النّبي ويتبعوا الحق ،بل هدفهم اللجاجة والعناد والتّحجج الواهي ،فلذلك تأتي الآية معقبة ( إِنّما أنت نذير )سواء قبلوا دعواك أم لم يقبلوا ،وسخروا منك أم لم يسخروا ،فالله هو الحافظ والناظر على كل شيء ( والله على كل شيء وكيل )أي لا تكترث بكفرهم وإيمانهم فإنّ ذلك لا يعنيك ،وإنّما وظيفتك أن تبلغهم ،والله سبحانه هو الذي يعرف كيف يحاسبهم ،وكيف يعاملهم .
وبما أنّ الذين يتذرعون بالحجج ويشكلون على النّبي كانوا أساساً منكرين لِوحي الله ،ويقولون: إنّ هذه الآية ليست نازلة من قبل الله ،وإنّ هذا الكلام افتراه محمّدوحاشاه من ذلكعلى الله كذباً ،
/خ14