/م1
{ما أغنى عنه ماله وما كسب} ،فليس بإمكان أمواله أن تدرأ عنه العذاب الإلهي{سيصلى ناراً ذات لهب} .
من الآية الأولى نفهم أنّه كان ثرياً ينفق أمواله في محاربة النّبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
وأبو لهب ناره ذات لهب يصلاها يوم القيامة .وقيل: يصلاها في الدنيا قبل الآخرة .و«لهب » جاءت بصيغة النكرة لتدل على عظمة لهب تلك النّار .
لا أبا لهب ولا أي واحد من الكافرين والمنحرفين تغنيه أمواله ومكانته الاجتماعية من عذاب الله ،كما يقول سبحانه:{يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم}{[6215]} .
بل لم تغنه في الدنيا من سوء المصير .حيث جاء في الرّواية ،أنّ أبا لهب لم يشترك في بدر ؛بل أرسل من ينوب عنه .وبعد اندحار المشركين وعودتهم إلى مكّة ،هرع أبو لهب ليسأل أبا سفيان عن الخبر ،فأخبره أبو سفيان بالهزيمة وقال: «وايم الله ما لُمت النّاس .لقينا رجالا بيضاً على خيل بلق بين السماء والأرض ...» قال أبو رافع ( مولى العباس ) وقد كان جالساً: تلك الملائكة .فرفع أبو لهب يده فضرب وجهه ضربة شديدة ،ثمّ حمله وضرب به الأرض ،ثمّ برك عليه يضربه ،وكان رجلا ضعيفاً .
وما أن شهدت أم الفضل ( زوجة العباس ) ،وكانت جالسة أيضاً ،ذلك حتى أخذت عموداً وضربت أبا لهب على رأسه ،وقالت: تستضعفه إن غاب عنه سيّده ؟!فقام مولياً ذليلا .
قال أبو رافع: فوالله ما عاش إلاّ سبع ليال حتى رماه الله بالعدسة ( مرض يشبه الطاعون ) فمات .وقد تركه ابناه ليلتين أو ثلاثة ما يدفنانه ،حتى انتن في بيته .
فلما عيّرهما النّاس بذلك أخذ وغُسل بالماء ،قذفا عليه من بعيد ،ثمّ أخذوه فدفنوه بأعلى مكّة ،وقذفوا عليه الحجارة حتى واروه{[6216]} .
/خ5