ومع ذلك ( لقالوا إِنّما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون ) .
عجباً ،أن يصل الإنسان لهذا الدرك من العناد والتعصب !
إِن الذنوب والجهل ومعاداة الحق تؤثر على الروح الطاهرة والفطرة السليمة ،فتحجبهما عن رؤية وجه الحقيقة الناصع ،وتمنعهما من إِدراك الحقائق ،وإذا لم يتمكن الإنسان من رفع تلك الحجب وإِزالة الموانع ،فإِنّ صورة الحق ستتلوّث في نظره فينكر كل ما هو معقول ومحسوس معاً ،ومن الممكن تطهير الفطرة في المراحل الأُولى ،ولكن إذا رسخت في قلبه هذه الحالة وتجذرت وأمست «ملكة » وصفة أخلاقية ،فلا يمكن إزالتها بسهولة ،وعندها سوف لا تترك أقوى الأدلة العقلية ولا أوضح الأدلة الحسية أي تأثير في قلبه .
/خ15