/م51
كان إِبراهيم يعلم جيداً أنّه من المستبعد أن يحصل له ولد ضمن الموازين الطبيعية ،( ومع أن كل شيء مقدوراً للّه عزَّ وجلّ ) ،ولهذا أجابهم بصيغة التعجب: ( قال أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون ) ..هل البشارة منكم أم من اللّه عزَّ وجلّ وبأمره ،أجيبوني كي أزداد اطمئناناً ؟
إِنّ تعبير «مسّني الكبر » إِشارة إلى ما كان يجده من بياض في شعره وتجاعيد في وجهه وبقية آثار الكبر فيه .
ويمكن لأحد أن يشكل: بأنّ إِبراهيم ( عليه السلام ) قد سبق بحالة مشابهة حينما ولد له إِسماعيل ( عليه السلام ) وهو في الكبر ..فَلِمَ التعجب من تكرار ذلك ؟
والجواب: أوّلاً: كان بين ولادة إِسماعيل وإِسحاق ( على ما يقول بعض المفسّرين ) أكثر من عشر سنوات ،وبذلك يكون تكرار الولادة مع مضي هذه المدّة ضعيف الاحتمال .
وثانياً: إنّ حدوث ووقوع حالة مخالفة للموازين الطبيعية مدعاة للتعجب ،وإِذا ما تكررت فلا يمنع من التعجب لحدوثها وتكرارها مرّة أُخرى .
فولادة مولود جديد في هكذا سن أمر غير متوقع ،وإِذا ما وقع فهو غريب وعجيب في كل الأحوال{[2040]} .