ثمّ يعطي اللّه نبيّه( صلى الله عليه وآله وسلم ) آخر أمر في هذا الشأن: ( واعبد ربّك حتى يأتيك اليقين ) .
المعروف والمشهور بين المفسّرين أنّ المقصود من «اليقين » هنا الموت ،وسُمّي باليقين لحتميته ،فربما يشك الإنسان في كل شيء ،إِلاّ الموت فلا يشك فيه أحد قط .
أو لأنّ الحجب تزال عن عين الإنسان عند الموت فتتّضح الحقائق أمامه ويحصل له اليقين .
وفي الآيتين السادسة والأربعين والسابعة والأربعين من سورة المدّثر نقرأ عن لسان أهل جهنم: ( وكنّا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين ) أي الموت .
ومن هنا يتّضح خطأ ما نقل عن بعض الصوفية من أنّ الآية أعلاه دليل على ترك العبادة ،فقالوا: أعبد اللّه حتى تحصل على درجة اليقين ،فإِذا حصلت عليها فلا حاجة للعبادة بعدها !
ونقول:
أوّلا: اليقين هنا بمعنى الموت بشهادة الآيات القرآنية المشار إِليها ،وهو ما يحصل للمؤمن والكافر سواء .
ثانياً: المخاطب بهذه الآية هو النّبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) ،ومقام اليقين للنّبي من المسلمات ،وهل يجرؤ أحد أن يدّعي أنّ النّبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم يصل لدرجة اليقين ،حتى يخاطب بالآية المذكورة ؟!!
ثانياً: المقطوع به أنّ النّبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم يترك العبادة حتى آخر لحظات عمره الشريف ،وكذا الحال بالنسبة لأمير المؤمنين علي( عليه السلام ) وهو المستشهد في المحراب ،وهو ما سار عليه بقية الأئمّة( عليهم السلام ) .
/خ99