/م24
ويصف ذيل الآية السابقة حال الكافرين بالقول: ( الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم ) .
لأنّ ممارسة الظلم في حقيقتها ظلم للنفس قبل الآخرين ،لأنّ الظالم يتلف ملكاته الوجدانية ،ويهتك حرمة الصفات الفطرية الكامنة فيه .
بالإِضافة إلى أنّ الظلم متى ما شاع وانتشر في أي مجتمع ،فالنتيجة الطبيعية له أن يعود على الظالمين أنفسهم ليشملهم الحال .
أمّا حين تحين ساعة الموت ويزول حجاب الغفلة عن العيون ( فألقوا السَّلَمَ ما كنّا نعمل من سوء ) .
لماذا ينكرون عملهم القبيح ؟فهل يكذبون لأنّ الكذب أصبح صفة ذاتية لهم من كثرة تكراره ،أم يريدون القول: إِننا نعلم سوء أعمالنا ،ولكننا اخطأنا ولم تكن لدينا نوايا سيئة فيه ؟؟.
يمكن القول بإِرادة كلا الأمرين .
ولكن الجواب يأتيهم فوراً: إِنّكم تكذبون فقد ارتكبتم ذنوباً كثيرة: ( بلى إِنّ اللّه عليم بما كنتم تعملون ) حتى بنيّاتكم .
/خ29