/م3
ثمّ يشير القرآن الكريم إلى نعمة خلق الحيوانات وما تدر من فوائد كثير للإِنسان فيقول: ( والأنعام خلقها لكم فيها دفء منافع ومنها تأكلون ) .
فخلق الأنعام الدال على علم وقدرة الباري سبحانه ،فيها من الفوائد الكثيرة للإِنسان ،وقد أشارت الآية إلى ثلاث فوائد:
أوّلاً: «الدفء » ويشمل كل ما يتغطى به ( بالاستفادة من وبرها وجلودها ) كاللباس والأغطية والأحذية والأخبية .
ثانياً: «المنافع » إِشارة إلى اللبن ومشتقاته .
ثالثاً: «منها تأكلون » أيْ ،اللحم .
ويلاحظ تقديم الملابس والأغطية والمسكن ،في عرض منافع الأنعام دون المنافع الأخرى ،وهذا دليل على أهميتها وضروريتها في الحياة .
ويلاحظ أيضاً مجيء كلمة «الدفء » قبل «المنافع » إِشارة إلى أنّ ما تدفع به الضرر مقدم على ما يجلب لك فيه المنفعة .
ويمكن للبعض ممن يخالفون أكل اللحوم أن يستدلوا بظاهر هذه الآية ،حيث لم يعتبر الباري جل شأنه مسألة أكل لحومها ضمن منافعها ،ولهذا نرى قد جاءت
( ومنها تأكلون ) بعد ذكر كلمة «المنافع » ،وأقل ما يستنتج من الآية اعتبارها لأهمية الألبان أكثر بكثير من اللحوم .