ولهذا ذكر صفتين للملائكة بعد تلك الآية مباشرةً وتأكيداً لنفي حالة الاستكبار عنهم: ( يخافون ربّهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون ) .
كما جاء في الآية ( 6 ) من سورة التحريم في وصف جمع من الملائكة: ( لا يعصون اللّه ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ) .
ويستفاد من هذه الآية بوضوح ..أنّ علامة نفي الاستكبار شيئان:
أالشعور بالمسؤولية وإِطاعة الأوامر الإِلهية من دون أي اعتراض ،وهو وصف للحالة النفسية لغير المستكبرين .
بممارسة الأوامر الإِلهية بما ينبغي والعمل وفق القوانين المعدة لذلك ..وهذا انعكاس للأول ،وهو التحقيق العيني له .
وممّا لا ريب فيه أنّ عبارة ( من فوقهم ) ليست إِشارة إلى العلو الحسي والمكاني ،بل المراد منها العلو المقامي ،لأنّ اللّه عز وجل فوق كل شي مقاماً .
كما نقرأ في الآية ( 61 ) من سورة الأنعام: ( وهو القاهر فوق عباده ) ،وكذلك في الآية ( 127 ) من سورة الأعراف: ( وإِنّا فوقهم قاهرون ) حينما أراد فرعون أن يظهر قدرته وقوته !