التّفسير
بلوغ زكريا أمله:
تبيّن هذه الآيات استجابة دعاء زكريا( عليه السلام ) من قبل الله تعالى استجابة ممزوجة بلطفه الكريم وعنايته الخاصّة ،وتبدأ بهذه الجملة: ( يا زكريا إِنّا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سمياً ) .
كم هو رائع وجميل أن يستجيب الله دعاء عبده بهذه الصورة ،ويطلعه ببشارته على تحقيق مراده ،وفي مقابل طلب الولد فإِنّه يعطيه مولداً ذكراً ،ويسميه أيضاً بنفسه ،ويضيف إلى ذلك أنّ هذا الولد قد تفرد بأُمور لم يسبقه أحد بها .لأنّ قوله: ( لم نجعل له من قبل سمياً ) وإِن كانت تعني ظاهراً بأن أحداً لم يسم باسمه لحد ولادته ،لكن لما لم يكن الاسم لوحده دليلا على شخصية أحد ،فسيصبح من المعلوم أنّ المراد من الاسم هنا هو المسمّى ،أي أحداً قبله لم يكن يمتلك هذه الامتيازات ،كما ذهب الراغب الأصفهاني إلى هذا المعنىبصراحةفي مفرداته .
لا شك في وجود أنبياء كبار قبل يحيى ،بل وأسمى منه ،إِلاّ أنّه لا مانع مطلقاً من أن يكون ليحيى خصوصيات تختص به ،كما ستأتي الإِشارة إلى ذلك فيما بعد .
/خ11