بعد استعراض جانب من النعم الإِلهية في الآية ،تذكر الآية التالية أن هذه النعم تستدعي الشكر ،وبالإستفادة الصحيحة من هذه النعم يؤدي الإنسان حقّ شكر الباري تعالى: ( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُون ) .
واضح أن عبارة ( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ) لا تشير إلى معنى عاطفي بين الله وعباده كما يقول النّاس لبعضهم ذلك .بل تشير إلى أصل تربوي وتكويني ،أي اذكروني ...اذكروا الذات المقدسة التي هي معدن الخيرات والحسنات والمبرات ولتطهر أرواحكم وأنفسكم ،وتكون قابلة لشمول الرحمة الإلهية .ذكركم لهذه الذات المقدسة يجعل تحرككم أكثر إخلاصاً ومضاء وقوّة واتحاداً .
كذلك المقصود من «الشكر وعدم الكفران » ليس تحريك اللسان بعبارات الشكر ،بل المقصود استثمار كل نعمة في محلها وعلى طريق نفس الهدف الذي خلقت له ،كي يؤدي ذلك إلى زيادة الرحمة الإلهية .
/خ152