وتبيّن الآية الأخيرة نتيجة الانسجام مع الاُمّة الواحدة في طريق عبادة الله ،أو الانحراف عنها واتخاذ طريق التفرقة ،فتقول: ( فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه ) ومن أجل زيادة التأكيد قالت: ( وإنّا له لكاتبون ) .
وممّا يستحقّ الانتباه ،أنّ الإيمان والعمل الصالح قد ذكرا في هذه الآيةككثير من آيات القرآن الأخرىكركنين أساسيّين لنجاة البشر ،غير أنّ كلمة ( من ) التبعيضيّة تضيف إلى ذلك أنّ القيام بكلّ الأعمال الصالحة ليس شرطاً ،فإنّ المؤمنين إذا قاموا ببعض الأعمال الصالحة فإنّهم من أهل النجاة والسعادة .
وعلى كلّ حال ،فإنّ هذه الآية ككثير من آيات القرآن الأخرى قد عدّت الإيمان شرطاً لقبول الأعمال الصالحة .
ذكر جملة ( فلا كفران لسعيه ) في مقام بيان ثواب مثل هؤلاء الأفراد ،هو تعبير مقترن بتمام اللطف والمحبّة والسماحة ،لأنّ الله سبحانه هنا في مقام الشكر والثناء على عباده ،ويشكر لهؤلاء سعيهم .
وهذا التعبير يشبه التعبير الذي ورد في الآية 19/سورة الإسراء: ( ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً ) .