يقول في الأوّل: ( الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ) لا يخافون في غضبه دون سبب ولا يشكّون في رحمته ،بل إنّ خوفهم ناتج عن عظمة المسؤوليات التي بذمّتهم ،واحتمال تقصيرهم في أدائها ،وليقينهم بجلال الله سبحانه يقفون بين يديه بكلّ خشوع{[2641]} .
والثّاني: ( والصابرين على ما أصابهم ) فهؤلاء يصبرون على ما يكابدونه في حياتهم من مصائب وآلام ،ولا يرضخون للمصائب مهما عظمت وازداد بلاؤها ،ويحافظون على إتّزانهم ولا يفرّون من ساحة الإمتحان ،ولا يصابون باليأس والخيبة ،ولا يكفرون بأنعم الله أبداً .وبإيجاز نقول: يستقيمون وينتصرون .
والثّالث والرابع: ( والمقيمي الصلاة وممّا رزقناهم ينفقون ) فمن جهة توطّدت علاقتهم ببارىء الخلق وازدادوا تقرباً إليه ،ومن جهة أُخرى اشتدّ إرتباطهم بالخلق بالإنفاق .
وبهذا يتّضح جليّاً أنّ الإخبات والتسليم والتواضع التي هي من صفات المؤمنين ليست ذات طابع باطني فقط ،بل تظهر وتبرز في جميع أعمال المؤمنين .