وترسم الآيتان التاليتان صورةً للبشرى وأُخرى للإنذار ،لأنّ رحمة الله واسعة ،فتقدّم على عقاب الله .تتحدّث أوّلا عن البشرى ( فالذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة ورزق كريم ) يتطهّرون بماء المغفرة الإلهيّة أوّلا ،فتطمئن ضمائرهم ،ثمّ تشملهم نعم الله ورحمته .
عبارة «رزق كريم » ( مع ملاحظة أنّ كلمة «كريم » تطلق على أي موجود شريف وثمين ) ذات مفهوم واسع يضمّ جميع الأنعم المادية والمعنوية .
أجل ،إنّ الله الكريم يمنّ على عباده المؤمنين الصالحين بأنواع من الرزق الكريم في تلك المنازل الكريمة ،يقول الراغب الاصفهاني في مفرداته: لا يقال الكرم إلاّ في المحاسن ،كمن ينفق مالا في تجهيز جيش في سبيل الله ،أو تحمّل حمالة ترقىء دماء قوم .فعلى هذا لا يطلق الكرم على الإحسان الجزئي .
وفسّر البعض الرزق الكريم بالرزق الدائم الذي لا عيب ولا نقص فيه .