قوله تعالى:{فَالَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}
بين جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أن الذين آمنوا به وبرسله ،وكل ما يجب الإيمان به ،وعملوا الفعلات الصالحات من امتثال الأوامر ،واجتناب النواهي لهم من الله مغفرة لذنوبهم ،ورزق كريم: أي حسن ،هو ما يرزقهم من أنواع النعيم في جناته ،وأن الذين عملوا بخلاف ذلك فهم أصحاب الجحيم: أي النار الشديد حرها ،وفي هذه الآية وعد لمن أطاعه ووعيد لمن عصاه .والآيات بمثل ذلك في القرآن كثيرة كقوله تعالى{نَبِّىءْ عِبَادِى أَنِّى أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِى هُوَ الْعَذَابُ الاٌّلِيمُ} [ الحجر: 49-50] وقوله{غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِى الطَّوْلِ} [ غافر: 3] إلى غير ذلك من الآيات ،وقد أوضحناها في غير هذا الموضع .