أمّا الأشراف الأثرياء والمغرورون والملأ من الناس ،وهم اللذين يملأون العين في ظاهرهم ،والفارغون في واقعهم من قوم نوح ( عليه السلام ) ( فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما هذا إلاّ بشر مثلكم يريد أن يتفضّل عليكم ) .
وبهذا اعتبروا أوّل عيب له كونه إنساناً فاتّهموه بالسلطوية ،وحديثه عن الله والتوحيد والدين والعقيدة مؤامرة لتحقيق أهدافه ،ثمّ أضافوا ( ولو شاء الله لأنزل ملائكة ) ولإتمام هذا الاستدلال الخاوي قالوا: ( ما سمعنا بهذا في آبائنا الأوّلين ) .
إلاّ أنّ هذا الكلام الفارغ لم يؤثرّ في معنويات هذا النّبي الكبير ،حيث واصل دعوته إلى الله ،ولم يكن في عمله دليل على رغبته في الحصول على امتياز على الاُخرين ،أو أن يتسلّط عليهم ،لهذا لجأوا إلى توجيه تهمة أُخرى إليه ،هي الجنون الذي كان يتّهم به جميع أنبياء الله عبر التاريخ ،حيث قالوا:
( إن هو إلاّ رجل به جنّة فتربّصوا به حتّى حين ) .