التّفسير
نعمتا «الليل والنهار » العظيمتان:
هذه الآياتمحل البحثتتحدث عن قسم كبير من مواهب الله سبحانه ،التي تدل على التوحيد ونفي الشرك من جهة ،كما أنّها تكمّل البحث السابق ..وتذكر مثلا للنعم التي تستوجب الحمد والثناء ..الحمد المشار إليه في الآيات المتقدمة ،كما هي في الوقت ذاته شاهد على اختيار الله وتدبيره في نظام الخلق من جهة أُخرى !.
ففي الآية الأُولى من هذه الآيات إشارة إلى نعمة النهار والنور الذي هو أساس لأية حركة ،فتقول الآية: ( قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمداً إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون ){[3097]} .
هنا عبر عن النهار بالضياء ،لأنّ الهدف الأصلي من النهار هو الضياء والإنبلاج ،ذلك الضياء الذي تتعلق به حياة كل الموجودات الحية ،فلولا ضياء الشمس لما تنسمت «زهرة » ولا نمت «شجرة » ولا طار «طائر » ولا بقي «إنسان » ولا هطل مطر .
«السرمد » معناه الدائم المتواصل ،ويرى البعض بأنه المتتابع ،وأصله «سرد » ويرون أن ميمها زائدة ..لكن الظاهر أنّها كلمة مستقلة تعطي معنى الدوام والاستمرار{[3098]} .