/م139
التّفسير
دراسة نتائج غزوة أُحد:
في الآية الأُولى من هذه الآيات حذر المسلمون من أن يعتريهم اليأس والفتور بسبب النكسة في معركة واحدة ،وأن يتملكهم الحزن وييأسوا من النصر النهائي ،قال سبحانه: ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ) .
أجل ،لا يحسن بهم أن يشعروا بالوهن أو يتملكهم الحزن لما حدث ،فالرجال الواعون هم الذين يستفيدون الدروس من الهزائم كما يستفيدونها من الانتصارات وهم الذين يتعرفون في ضوء النكسات على نقاط الضعف في أنفسهم أو مخططاتهم ،ويقفون على مصدر الخطأ والهزيمة ،ويسعون لتحقيق النصر النهائي بالقضاء على تلك الثغرات والنواقص والوهن المذكور في الآية ،هوكما في اللغةكلّ ضعف يصيب الجسم أو الروح أو يصيب الإرادة والإيمان .
على أن عبارة ( وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ) عبارة غنية بالمعاني حرية بالنظر والتأمل .إذ هي تعني أن هزيمتكم إنما كانت بسبب فقدانكم لروح الإيمان وآثارها ،فلو أنكم لم تتجاهلوا أوامر الله سبحانه لم يصبكم ما أصابكم ،ولم يلحقكم ما لحقكم ،ولكن لا تحزنوا مع ذلك ،فإنكم إذا ثبتم على طريق الإيمان كان النصر النهائي حليفكم ،والهزيمة في معركة واحدة لا تعني الهزيمة النهائية .
/خ143