/م86
التفسير:
وفي آخر آية تفتح طريق العودة أمام هؤلاء الأفراد ،وتدعوهم للتوبة ،لأن هدف القرآن هو الإصلاح والتربية ،ومن أهم الطرق لذلك هو فتح باب العودة للمذنبين والملوثين كيما تتاح لهم الفرصة لجبران ما فرط منهم ،فتقول: ( إلاَّ الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإنّ الله غفور رحيم ) .
إنّ هذه الآية مثل الكثير من آيات القرآن ،وبعد الإشارة إلى التوبةتشير إلى التكفير عن الذنوب السابقة وبجملة «وأصلحوا » تبيّن أنّ التوبة لا تعني مجرّد الندم على ما مضى والعزم على تجنّب ارتكاب الذنوب في المستقبل ،بل شرط قبولها هو أن يمحو التائب بأعماله الصالحة في المستقبل جميع أعماله القبيحة الماضية .
لذلك نجد في كثير من الآيات أن التوبة يرافقها العمل الصالح ،مثل: ( إلاَّ من تاب وعمل صالحاً ){[610]} وإلاَّ فإنّ التوبة لن تكون كاملة .فهؤلاء إن فعلوا ذلك نالوا رحمة الله ومغفرته ( فإن الله غفور رحيم ) .
بل إنه يستفاد من هذه الآية أن الذنب عبارة عن نقص في الإيمان ،وأنه بعد التوبة يقوم الشخص التائب بتجديد الإيمان ليتطهر من هذا النقص .