والآية الأُخرى تجسد حالة المجرمين يوم القيامة ( يوم تقوم الساعة يبلس المجرمون ) .
«يبلس » مأخوذ من مادة «إبلاس » وتعني في الأصل الغم والحزن المترتبان على أثر شدة اليأس والقنوط .
وبديهي أنّه إذا يئس الإنسان من شيء غير ضروري ،فهذا اليأس غير مهم ،لكن الحزن والغم يكشف في هذه الموارد عن أُمور ضرورية مأيوس منها ،لذلك يرى بعض المفسّرين أنّ «الضرورة » جزء من «الإبلاس » وإنّما سمّي «إبليس » بهذا الاسم ،فلأنّه أبلس من رحمة الله واستولى عليه الهم .
وعلى كل حال فيحق للمجرمين أن ييأسوا ويبلسوا في ذلك اليوم ،إذ ليس لديهم إيمان وعمل صالح فيشفع لهم في عرصات المحشر ،ولا صديق حميم ،ولا مجال للرجوع إلى الدنيا وتدارك ما مضى !.