/م6
والأهمّ من ذلك أنّ هذه الجنان الوافرة النعم خالدة لهؤلاء ( خالدين فيها وعد الله حقّاً ) والله سبحانه لا يعد كذباً ،وليس عاجزاً عن الوفاء بوعوده ( وهو العزيز الحكيم ) .
وثمّة مسألة تستحقّ الدقّة ،وهي أنّه قد ورد العذاب في حقّ المستكبرين بصيغة المفرد ،وفي شأن المؤمنين الذين يعملون الصالحات جاءت «الجنّات » بصيغة الجمع ،وذلك لأنّ رحمة الله عزّ وجلّ وسعت غضبه .
والتأكيد على الخلود ووعد الله الحقّ ،تأكيد أيضاً على سعة هذه الرحمة ،وتفوّقها على الغضب .
وللنعيم معنىً واسع يشمل كلّ أنواع النعم الماديّة والمعنوية ،وحتّى النعم التي لا يمكن أن ندركها ،فنحن اُسارى شهوات البدن في هذه الدنيا ،والراغب في ( مفرداته ) يقول: النعيم: النعمة الكثيرة .
/خ9