الآية التالية تأكيد أشدّ وبيان لوظيفة بني آدم ،تقول الآية الكريمة: ( وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم ) .
اُخذ على الإنسان العهد بأن لا يطيع الشيطان ،إذ أنّه أعلن له عن عداوته بشكل واضح منذ اليوم الأوّل ،فهل يطيع عاقل أوامر عدوّه !؟..هذا من جانب .
ومن جانب آخر ،اُخذ عليه العهد بطاعة الله سبحانه وتعالى ،لأنّ سبيله هو الصراط المستقيم ،وهذا في الحقيقة أعظم محرّك للبشر ،لأنّ الإنسانمثلالو كان في وسط صحراء قاحلة محرقة ،وكانت حياته وحياة عياله في معرض خطر قطّاع الطرق والضواري ،فأهمّ ما يفكّر به هو العثور على الطريق المستقيم الآمن الذي يؤدّي إلى المقصد ،الطريق السريع والأسهل للوصول إلى منزل النجاة .
ويستفاد كذلك من هذا التعبير ضمناً بأنّ الدنيا ليست بدار القرار ،إذ أنّ الطريق لا يُرسم لأحد إلاّ لمن يريد الذهاب إلى مقصد آخر .