الآن انظر ولاحظ الخطأ الكبير الذي وقعت فيه !فبعد الموت كانت هذه الحياة وهكذا ثواب وعقاب ،والآن توضّحت لك كافة الحقائق ،ولكن ما الفائدة فليس هناك طريق للعودة .
طبقاً لتفسير الآيتين الأخيرتين ،فإنّ حديث الذي هو في الجنّة مع صديقه الذي في جهنّم ،كان مركزاً على تذكيره بإنكاره للمعاد في الحياة الدنيا .
لكن بعض المفسّرين يحتملون وجود تفسير آخر للآيتين المذكورتين ،وهو أنّه بعد انتهاء حديث الذي هو في الجنّة مع صديقه الذي في جهنّم ،يعود إلى أصحابه في الجنّة للتسامر فيما بينهم ،فيقول أحدهم من شدّة الفرح: أحقّاً أنّنا لن نموت مرّة أخرى ؟وأنّنا سنعيش هنا خالدين ؟وهل أنّه بعد الموت الأوّل لا يوجد موت آخر ،وتبقى هذه النعم الإلهيّة معنا ،وما نحن بمعذّبين ؟
بالطبع هذا الكلام ليس مصدره الشكّ والتردّد ،إنّما هو نتيجة شدّة الفرح والسرور ،فمثلهم كمثل الإنسان الذي يحصل بعد مدّة من الأمل والانتظار على بيت واسع وفخم ،فيقول وهو متعجّب: كلّ هذا لي ؟يا ربّي !ما هذه النعمة !وهل ستبقى عندي ؟
/خ61