لذا فإنّ الله جلّ وعلا يضيف في الآية التالية ( قل لله الشفاعة جميعاً ) لأنّه ( له ملك السماوات والأرض ثمّ إليه ترجعون ) .
وبهذا الشكل لم يبق لديهم شيء ،لأنّ النظام المسيطر والحاكم على كلّ العالم يقول: لا شفاعة هناك ما لم يأذن البارئ عز وجل بذلك ( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ){[3828]} .
أو كما يقول بعض المفسّرين: إنّ حقيقة الشفاعة ،هي التوسل بأسماء الله الحسنى ،التوسل برحمته وغفرانه وستره ،طبقاً لهذا فإنّ كافة أشكال الشفاعة تعود في النهاية إلى ذاته المقدسة ،إذن كيف يمكن طلب الشفاعة من غيره وبدون إذنه{[3829]} .
وبشأن ارتباط عبارة ( ثم إليه ترجعون ) بما قبلها ،أظهر المفسّرون عدّة آراء مختلفة منها:
1هذه العبارة إشارة إلى أنّ شفاعة البارئ عز وجل لا تقتصر على هذه الدنيا ،وإنّما تتعداها إلى الشفاعة في الآخرة ،ولذا يجب عدم اللجوء إلى غير الله لحل المشاكل ورفع المصائب كما كان يفعل المشركون .
2هذه العبارة هي دليل ثان على اختصاص الشفاعة بالله ،لأنّ الدليل الأوّل اعتمد على ( مالكية ) الله ،وهنا تمّ الاعتماد على ( عودة جميع الأشياء إليه ) .
3 هذه الجملة هي بمثابة تهديد للمشركين ،إذ تقول لهم: إنّكم سترجعون إلى الله ،وستشاهدون نتيجة أفكاركم وأعمالكم السيئة والقبيحة .
كلّ هذه التفاسير مناسبة إلاّ أنّ التّفسيرين الأوّل والثّاني أنسب .
/خ44