التّفسير
هذه القيود لماذا ؟:
بعد أن بيّن الله سبحانه في الآيات السابقة ما هناك من شروط وقيود وأحكام مختلفة في مجال الزواج ،يمكن أن ينقدح سؤال في ذهن البعض وهو: ما المقصود من كلّ هذه القيود ولماذا الحدود القانونية ؟ألم يكن من الأفضل أن تترك للأفراد الحرية الكاملة في هذه المسائل ،ليتاح لهم أن يستفيدوا من هذا الأمر وليتعرفوا في هذا المجال كما يفعل عبدة الدنيا حيث يتوسلون بكل وسيلة في طريق اللّذة ؟
إِنّ الآيات الحاضرة هي في الحقيقة إِجابة على هذه التساؤلات إِذ يقول سبحانه: ( يريد الله ليبيّن لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم )أي أنّ الله يبيّن لكم الحقائق بواسطة هذه القوانين ويهديكم إِلى ما فيه مصالحكم ،مع العلم بأن هذه الأحكام لا تختص بكم ،فقد سار عليها من سبقكم من أهل الحق من الأمم الصالحة ،هذا مضافاً إِلى أنّ الله تعالى يريد أن يغفر لكم ويعيد عليكم نعمه التي قطعت عنكم بسبب انحرافكم عن جادة الحقّ ،وكل هذا إِنّما يكون إِذا عُدتم عن طريق الانحراف الذي سلكتموه في عهد الجاهلية وقبل الإِسلام .
( والله عليم حكيم ) يعلم بأسرار الأحكام ،ويشرعها لكم عن حكمة .