التّفسير
نقاش الضعفاء والمستكبرين في جهنّم:
لقد لفت مؤمن آل فرعون في نهاية كلامه نظر القوم إلى القيامة والعذاب وجهنم ،لذلك جاءت هذه المجموعة من الآيات الكريمة وهي تقف بشكل رائع دقيق على تحاجج وتخاصم أهل النّار فيما بينهم ،وبالذات تحاجج المستضعفين مع المستكبرين .
يقول تعالى: ( وإذ يتحاجون في النّار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنّا كنّا لكم تبعاً فهل أنتم مغنون عنّا نصيباً من النّار ){[3938]} .
المراد من «الضعفاء » هنا هم أُولئك الذين يفتقدون العلم الكافي والاستقلال الفكري ،إذ كان هؤلاء يتبعون زعماء الكفر الذين يطلق عليهم القرآن اسم المستكبرين ،وكانت التبعية مجرّد انقياد أعمى بلا تفكير أو وعي .
ولكن هؤلاء الأتباع يعلمون أنّ العذاب سيشمل زعماءهم ولا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم ،فلماذا إذن يستغيثون بهم و يلجأون إليهم كي يتحملوا عنهم قسطاً من العذاب .
ذهب البعض إلى أنّ ذلك يحصل تبعاً لعادتهم في الانقياد إلى زعمائهم في هذه الدنيا ،لذلك تكون استغاثتهم بهم في الآخرة كنوع من الانقياد اللاّ إرادي وراء قادتهم .
ولكن الأفضل أن نقول: إن الاستغاثة هناك هي نوع من السخرية والاستهزاء واللوم ،يوم يثبت أنّ كلّ ادعاءات المستكبرين مجرّد تقولات زائفة عارية عن المضمون والحقيقة{[3939]} .
( وفي الحقيقة فان الإمام أمير المؤمنينيحذر بهذا الكلام أُولئك الذين سمعوا وصايا رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم ) في يوم الغديرأو أنّها وصلتهم بطريق صحيحثمّ اعتذروا بأنّهم نسوها ليتبعوا أناساً آخرين ) .