ثمّ يضيف ( كذلك وأورثناها قوماً آخرين ){[4288]} .
والمراد من ( قوماً آخرين ) هم بنو إسرائيل ،حيث صرّح بذلك في الآية ( 95 ) من سورة الشعراء .والتعبير بالإرث إشارة إلى أنّهم حصلوا على كلّ هذه الأموال والثروات من دون أن يبذلوا أدنى جهد ،أو يتحملوا أقل تعب ومشقّة ،كما يحصل الإنسان على الإرث دون أن يشقى ويجهد في تحصيله .
والجدير بالانتباه أنّ الآية المذكورة ونظيرتها في سورة الشعراء توحيان بأنّ بني إسرائيل قد عادوا إلى مصر بعد غرق الفراعنة وورثوا ميراثهم ،وحكموا هناك ،وسير الحوادث يقتضيأيضاًأنّ لا يدع موسى( عليه السلام ) مصر تعيش فراغاً سياسياً بعد انهيار دعائم حكومة الفراعنة فيها .
لكن هذا الكلام لا ينافي ما ورد في آيات القرآن الكريم من أنّ بني إسرائيل قد ساروا إلى الأرض الموعودة ،أرض فلسطين ،بعد خلاصهم من قبضة الفراعنة ،والذي جاء مفصلاً في القرآن ،فمن الممكن أن تكون جماعة منهم قد أقاموا في مصر بعد استيلائهم عليها كوكلاء لموسى ( عليه السلام ) ،وسار القسم الأعظم إلى فلسطين .
ولمزيد من الإيضاح حول هذا الكلام انظر ذيل الآية ( 59 ) من سورة الشعراء .