والآية التالية وصف وتوضيح لليلة القدر ،حيث تقول: ( فيها يفرق كل أمر حكيم ) .
التعبير ب ( يفرق ) إشارة إلى أن كل الأُمور والمسائل المصيرية تقدر في تلك الليلة ،والتعبير ب «الحكيم » بيان لاستحكام هذا التقدير ،وعدم تغيره ،وكونه حكيماً .غاية ما في الباب أن هذه الصفة تذكر عادة لله سبحانه ،ووصف الأُمور الأُخرى بها من باب التأكيد{[4262]} .
وهذا البيان ينسجم مع الرّوايات الكثيرة التي تقول: إنّ مقدرات كل بني آدم لمدّة سنة تقدر في ليلة القدر ،وكذلك تفرق الأرزاق والآجال والأُمور الأُخرى في تلك الليلة .
وسيأتي تفصيل الكلام في هذا البحث والمسائل الأُخرى التي ترتبط بليلة القدر ،وعدم التناقض بين هذا التقدير ،وبين حرية البشر ،في تفسير سورة القدر ،إن شاء الله تعالى .