وأشارت آخر آيةمن هذه الآياتإلى جميع النعم السبعة ،وكنتيجة لما مر تقول: ( فضلاً من ربك ذلك هو الفوز العظيم ){[4324]} .
صحيح ،إنّ المتقين قد عملوا الكثير من الصالحات والحسنات ،إلاّ أنّ من المسلّم أن تلك الأعمال جميعا لا تستحق كلّ هذه النعم الخالدة ،بل هي فضل من الله سبحانه ،إذ جعل كلّ هذه النعم والعطايا تحت تصرفهم ووهبهم إيّاها .
هذا إضافة إلى أنّ هؤلاء لم يكونوا قادرين على كسب كلّ هذه الحسنات ولا على فعل الحسنات لو لم يشملهم فضل الله وتوفيقه ولطفه ،فهو الذي منحهم العقل والعلم ،وهو الذي أرسل الأنبياء والكتب السماوية ،وهو الذي غمرهم بتوفيق الهداية والعمل .
نعم ،إنّ استغلال هذه المنح العظمى ،والوصول إلى كلّ تلك العطايا والثواب ،إنّما تمّ بفضله سبحانه إذ وهبهم إيّاها ،ولم يكن هذا الفوز العظيم ليحصل إلاّ في ظل لطفه وكرمه .