ولكن الآية التّالية تشير إلى مسألة «تعدد الآلهة » في نظر المسيحيين ،أي «التثليث في التوحيد » ،وتقول: إنّ الذين قالوا أن الله ثالث الأقانيم{[1101]} الثلاثة لا ريب أنّهم كافرون: ( لقد كفر الذين قالوا إنّ الله ثالث ثلاثة ) .
اعتقد كثير من المفسّرين ،ومنهم الطبرسي في «مجمع البيان » ،والشيخ الطوسي في «التبيان » ،والفخر الرازي والقرطبي في تفسيريهما ،أنّ الآية السابقة تشير إلى فرقة من المسيحيين باسم «اليعاقبة » يعتقدون أن الله متحد بالمسيح( عليه السلام ) ،وهذه الآية وردت بشأن فرقة أُخرى هي «الملكانية » و«النسطورية » الذين يقولون بالأقانيم الثلاثة ،أو الآلهة الثلاثة .
غير أنّ هذه النظرة عن المسيحية كما سبق أن قلنالا تطابق مع الواقع ،لأن الاعتقاد بالتثليث عام بين المسيحيين كافة ،كما أن التوحيد بيننا نحن المسلمين عقيدة عامّة قطعية ،ولكنّهم في الوقت الذي يعتقدون حقاً بتثليث الأرباب ،يؤمنون أيضاً بالوحدة الحقيقية ،قائلين أن ثلاثة حقيقيين يؤلفون واحداً حقيقياً !
/خ73