التّفسير
إنّ الذكرى تنفع المؤمنين:
قرأنا في الآية 39 من هذه السورة أنّ فرعون اتّهم موسى ( عليه السلام ) عندما دعاه إلى الله وترك الظلم أنّه ساحر أو مجنون ،فهذا الاتهام ورد على لسان المشركين في زمان النّبي محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أيضاً إذ اتّهموه بمثل ما اتّهم فرعون موسى وقد عزّ ذلك على المؤمنين الأوائل والقلائل كما كان يؤلم روح النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
فالآيات محلّ البحث ومن أجل تسلية النّبي والمؤمنين تقول: ( كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلاّ قالوا ساحر أو مجنون ){[4728]} .
كانوا يتّهمون الرسل السابقين بأنّهم سحرة لأنّهم لم يجدوا جواباً منطقياً لمعاجزهم الباهرة ،وكانوا يخاطبون رسولهم بأنّه «مجنون » ..لأنّه لم يكن على غرارهم ومتلوّناً بلون المحيط ولم يستسلم للأمور الماديّة .
فبناءً على ذلك لا تحزن ولا تكترث وواصل المسير بالصبر والاستقامة ،لأنّ مثل هذه الكلمات قيلت في أمثالك يا رسول الله من رجال الحقّ وأهله .
/خ55