وأمّا قوله تعالى: ( مهطعين إلى الداع ) فإنّ كلمة «مهطعين » تأتي من مادّة ( اهطاع ) أي مدّ الرقبة ،والبعض يرجعها إلى النظر بانتباه أو الركض بسرعة نحو الشيء ،ويحتمل أن تكون كلّ واحدة من هذه المعاني هي المقصودة ،ولكن المعنى الأوّل هو الأنسب ،لأنّ الإنسان عند سماعه لصوت موحش يمدّ رقبته على الفور وينتبه إلى مصدر الصوت ،ويمكن أن تكون هذه المفاهيم مجتمعة في الآية الكريمة حيث أنّ بمجرّد سماع صوت الداعي الإلهي تمدّ الرقاب إليه ثمّ يتبعه التوجّه بالنظر نحوه ،ثمّ الإسراع إليه والحضور في المحكمة الإلهيّة العادلة عند دعوتهم إليها .
وهنا يستولي الخوف من الأهوال العظيمة لذلك اليوم على وجود الكفّار والظالمين ،لذا يضيف سبحانه معبّراً عن حالة البؤس التي تعتري الكافرين بقوله: ( يقول الكافرون هذا يوم عسر ) .
والحقّ أنّه يوم صعب وعسير .وهذا ما يؤكّده البارئ عزّ وجلّ بقوله: ( وكان يوماً على الكافرين عسيراً ){[4859]} .
ويستفاد من هذا التعبير أنّ يوم القيامة يوم غير عسير بالنسبة للمؤمنين .
/خ8