ثمّ يضيف سبحانه ( ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون ) .
نعم ،نحن الذين نعلم بصورة جيّدة ما الذي يجول في خواطر المحتضر ؟وما هي الإزعاجات التي تعتريه ؟نحن الذين أصدرنا أمرنا بقبض روحه في وقت معيّن ،إنّكم تلاحظون ظاهر حاله فقط ،ولا تعلمون كيفية انتقال روحه من هذه الدار إلى الدار الآخرة ،وطبيعة المخاضات الصعبة التي يعيشها في هذه اللحظة .
وبناءً على هذا فالمقصود من الآية هو: قرب الله عز وجل من الشخص المحتضر ،بالرغم من أنّ البعض احتمل المقصود بالقرب ( ملائكة قبض الروح ) إلاّ أنّ التّفسير الأوّل منسجم مع ظاهر الآية أكثر .
وعلى كلّ حال فإنّ الله سبحانه ليس في هذه اللحظات أقرب إلينا من كلّ أحد ،بل هو في كلّ وقت كذلك ،بل هو أقرب إلينا حتّى من أنفسنا ،بالرغم من أنّنا بعيدون عنه نتيجة غفلتنا وعدم وعينا ،ولكن هذا المعنى في لحظة الاحتضار يتجلّى أكثر من أي وقت آخر .
/خ87