ويرجع مرّة أخرى في الآية اللاحقة إلى مسألة الإنفاق ،والتي هي إحدى ثمار شجرة الإيمان والخشوع ،حيث يتكرّر نفس التعبير الذي قرأناه في الآيات السابقة مع إضافة ،حيث يقول تعالى: ( إنّ المصدّقين والمصدّقات وأقرضوا الله قرضاً حسناً يضاعف لهم ولهم أجر كريم ){[5092]} .
أمّا لماذا طرحت مسألة الإنفاق بعنوان القرض الحسن لله سبحانه ؟ولماذا كان الجزاء المضاعف الأجر الكريم ؟
يمكن معرفة الإجابة على هذه التساؤلات في البحث الذي بيّناه في نهاية الآية ( 11 ) من نفس هذه السورة .
احتمل البعض أنّ المقصود من القرض الحسن لله في هذه الآيات والآيات المشابهة{[5093]} بمعنى الإقراض للعباد ،لأنّ الله تعالى ليس بحاجة للقرض ،بل إنّ العباد المؤمنين هم الذين بحاجة إلى القرض ،ولكن بملاحظة سياق الآيات يفهم أنّ المقصود من «القرض الحسن » في كلّ هذه الآيات هو الإنفاق في سبيل الله ،بالرغم من أنّ القرض لعباد الله هو من أفضل الأعمال أيضاً .
ويرى «الفاضل المقداد » أيضاً في كنز العرفان في تفسير القرض الحسن بأنّه كلّ الأعمال الصالحة{[5094]} .