غير أنّ هذا الخوف وذلك الفرار لا يجدي شيئاً ،فالموت أمر حتمي لابدّ أن يدرك الجميع ،إذ يقول تعالى: ( قل إنّ الموت الذي تفرّون منه فإنّه ملاقيكم ثمّ تردّون إلى عالم الغيب والشهادة فينبّئكم بما كنتم تعملون ) .
الموت قانون عام يخضع له الجميع بما فيهم الأنبياء والملائكة وجميع الناس ( كلّ من عليها فان ويبقى وجه ربّك ذو الجلال والإكرام ) .
وكذلك المثول أمام محكمة العدل الإلهي لا يفلت منها أحد ،إضافة إلى علم الله تعالى بأعمال عباده بدقّة وبتفصيل كامل .
وبهذا سوف لا يكون هناك طريق للتخلّص من هذا الخوف سوى تقوى الله وتطهير النفس والقلب من المعاصي ،وبعد أن يخلص الإنسان لله تعالى فإنّه لن يخاف الموت حينئذ .
ويعبّر الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عن هذه المرحلة بقوله: «هيهات بعد اللتيا والتي ،والله لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي أمه »{[5285]} .
/خ8