ثمّ يوجّه الله تعالى الخطاب إلى الرّسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في الآية اللاحقة فيقول: ( قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون ) .
إنّ الله تعالى جعل لكم وسيلة للمشاهدة والإبصار ( العين ) وكذلك وسيلة وقناة للإطّلاع على أفكار الآخرين ومعرفة وجهات نظرهم من خلال الاستماع ( الإذن ) ثمّ وسيلة أخرى للتفكّر والتدبّر في العلوم والمحسوسات واللامحسوسات ( القلب ) .
وخلاصة الأمر إنّ الله تعالى قد وضع جميع الوسائل اللازمة لكم لتتعرّفوا على العلوم العقلية والنقلية ،إلاّ أنّ القليل من الأشخاص من يدرك هذه النعم العظيمة ويشكر الله المنعم ،حيث أنّ شكر النعمة الحقيقي يتجسّد بتوجيه النعمة نحو الهدف الذي خلقت من أجله ،تُرى من هو المستفيد من هذه الحواس ( العين والأذن والعقل ) بصورة صحيحة في هذا الطريق ؟