ثمّ يخاطب الرّسول مرّة أخرى حيث يقول تعالى: ( قل هو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون ) .
وفي الحقيقة فإنّ الآية الأولى تعيّن ( المسير ) ،والثانية تتحدّث عن ( وسائل العمل ) أمّا الآيةمورد البحثفإنّها تشخّص ( الهدف والغاية ) وذلك بالتأكيد على أنّ السير يجب أن يكون في الطريق المستقيم ،والصراط الواضح المتمثّل بالإسلام والإيمان ،وبذل الجهد للاستفادة من جميع وسائل المعرفة بهذا الاتجاه ،والتحرّك نحو الحياة الخالدة .
والجدير بالملاحظة هنا أنّ التعبير في الآية السابقة ورد ب ( أنشأكم ) وفي الآية مورد البحث ب ( ذرأكم ) ،ولعلّ تفاوت هذين التعبيرين هو أنّه في الأولى إشارة إلى الإنشاء والإيجاد من العدم ( أي إنّكم لم تكونوا شيئاً وقد خلقكم الله تعالى ) وفي الثانية إشارة إلى خلق الإنسان من مادّة التراب ،وذلك يعني أنّ الله خلق الإنسان من التراب .