ثمّ يضيف واستمراراً للحوار بقوله تعالى: ( أم عندهم الغيب فهم يكتبون ) .
حيث يمكن أن يدّعي هؤلاء بأنّ لهم ارتباطا بالله سبحانه عن طريق الكهنة ،أو أنّهم يتلقّون أسرار الغيب عن هذا الطريق فيكتبونها ويتداولونها ،وبذلك كانوا في الموقع المتميّز على المسلمين ،أو على الأقل يتساوون معهم .
ومن المسلّم به أنّه لا دليل على هذا الإدّعاء أيضاً ،إضافةً إلى أنّ لهذه الجملة معنى ( الاستفهام الإنكاري ) ،ولذا فمن المستبعد ما ذهب إليه البعض من أنّ المقصود من الغيب هو ( اللوح المحفوظ ) ،والمقصود من الكتابة هو القضاء والقدر ،وذلك لأنّهم لم يدّعوا أبداً أنّ القضاء والقدر واللوح المحفوظ في أيديهم .
ولأنّ العناد واللامنطقية التي كان عليها أعداء الإسلام تؤلم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وتدفعه إلى أن يدعو الله عليهم ،لذا فإنّه تعالى أراد أن يخفّف شيئاً من آلام رسوله الكريم ،فطلب منه الصبر وذلك قوله تعالى: ( فاصبر لحكم ربّك ) .