/م103
أمّا الآيات اللاحقه فتسلّط الأضواء بصورة أكثر على هذا الموضوع .
فيقول أوّلا: ( وقال موسى يا فرعون إنّي رسول من ربّ العالمين ) .
وهذه هي أوّل مواجهة بين موسى وبين فرعون ،وهي صورة حية وعملية من الصراع بين «الحق » و«الباطل » .
والطريف أنّ فرعون كأنّه كان ينادى لأوّل مرّة ب «يا فرعون » وهو خطاب رغم كونه مقروناً برعاية الأدب ،خال عن أي نوع من أنواع التملق والتزلف وإظهار العبودية والخضوع ،لأنّ الآخرين كانوا يخاطبونه عادة بألفاظ فيها الكثير من التعظيم مثل: يا مالكنا ،يا سيدنا ،يا ربنا ،وما شابه ذلك .
وتعبير موسى هذا ،كان يمثل بالنسبة إلى فرعون جرس إنذار وناقوس خطر .هذا مضافاً إلى أن عبارة موسى ( إنّي رسول من ربّ العالمين ) كانتفيالحقيقةنوعاً من إعلان الحرب على جميع تشكيلات فرعون ،لأنّ هذا التعبير يثبت أن فرعون و نظراءه من أدعياء الرّبوبية يكذبون جميعاً في ادعائهم ،وأن ربّ العالمين هو الله فقط ،لا فرعون ولا غيره من البشر .