/م132
وفي الآية الأُولى من الآيات المبحوثة يقول القرآن الكريم من باب المقدمة لنزول النّوائب: إنّهم بقوا يلجّون في إنكار دعوة موسى ،وقالوا: مهما تأتنا من آية وتريد أن تسحرنا بها فإننا لن نؤمن بك: ( وقالوا مهما تأتنا من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين ) .
إنّ التعبير ب «الآية » لعلّه من باب الاستهزاء والسخرية ،لأنّ موسى( عليه السلام )وصف معاجزه بأنّها آيات الله ،ولكنّهم كانوا يفسرونها بالسحر .
إنّ لحن الآيات والقرائن يفيد أنّ الجهاز الإعلامي الفرعوني الذي كانتبعاً لذلك العصرأقوى جهاز إعلامي ،وكان النظام الحاكم في مصر يستخدمه كامل الاستخدام ...إنّ هذا الجهاز الإِعلامي قد عبّأ قواه في توكيد تهمة السحر في كل مكان ،وجعلها شعاراً عاماً ضد موسى( عليه السلام ) ،لأنّه لم يكن هناك تهمة منها أنسب بالنسبة إلى معجزات موسى( عليه السلام ) للحيلولة دون انتشار الدعوة الموسوية ونفوذها المتزايد في الأوساط المصرية .