/م163
ثمّ إنّ الآية اللاحقة تقول: وفي المآل غلبت عبادة الدنيا عليهم ،وتناسوا الأمر الإِلهي ،وفي هذا الوقت نجينا الذين كانوا ينهون عن المنكر ،وعاقبنا الظالمين بعقاب أليم منهم بسبب فسقهم وعصيانهم ( فلمّا نسوا ما ذِكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون ){[1484]} .
ولا شك أنّ هذا النسيان ليس نسياناً حقيقياً غير موجب للعذر ،بل هو نوع من عدم الاكتراث والاعتناء بأمر الله ،وكأنّه قد نسي بالمرّة .
ثمّ يشرح العقوبات هكذا: ( فلمّا عتوا عمّا نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين ){[1485]} .
وواضح أن أمر «كونوا » هنا أمر تكويني مثل: ( إنّما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون ){[1486]} .
/خ165