التّفسير
رجوع آدم إلى الله وتوبته:
وفي المآل عندما عرفَ آدم وحواء بكيد إِبليس ،وخطّته ومكره الشيطاني ،ورأيا نتيجة مخالفتهم فكرا في تلافي ما فات ،وجبران ما صدر منهما ،فكانت أوّل خطوة خطياها هي: الاعتراف بظلمهما لنفسيهما أمام الله: ( قالا ربَّنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين ) .
والخطوة الأولى في سبيل التوبة والإِنابة إلى الله وإِصلاح المفاسد هي: أن ينزل الإنسان عن غروره ولجاجه ،ويعترف بخطئه اعترافاً بَنَّاءً واقعاً في سبيل التكامل .
والملفت للنظر أن آدم وحواء يُظهران أدَباً كبيراً مع الله في توبتهما وطلبهما العفو والغفران منه تعالى فلم يقولا: ربنا اغفر لنا ،بل يقولان: ( إِن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين ) .
ولا شك أنّ مخالفة أوامر الله ونواهيه ظلم يورده الإنسان على نفسه ،لأنّ جميع البرامج والأوامر الإِلهية تهدف إلى خير الإنسان ،وتتكفل سعادته وتقدمه ،وعلى هذا الأساس فإِنّ أية مخالفة من جانب الإنسان تكون مخالفة لتكامل نفسه ،وسببا لتأخرها وسقوطها ،وآدم وحواء وإِن لم يذنبا ولم يرتكبا معصية ،ولكن نفس هذا الترك للأولى أنزلهما من مقامهما الرفيع ،واستوجب حطّ منزلتهما .