التّفسير
القسم الآخر من صفات أهل الجنّة:
في الآيات السابقة ذكرت أربعة أوصاف من الأوصاف الخاصّة بالمؤمنين الصادقين من أهل الجنان ،وفي هذه الآيات ذكر لخمسة من الأوصاف الأُخرى فيكون المجموع تسعة أوصاف .
في الوصف الأوّل يقول اللّه عزّ وجلّ: ( والذين هم لفروجهم{[5451]} حافظون إلاّ على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنّهم غير ملومين ) .
لا شك في أنّ الغريزة الجنسية من غرائز الإنسان الشديدة والطاغية ،والكثير من الجرائم الكبيرة سببها هي هذه الغريزة ،ولذا كانت السيطرة على هذه الغريزة وحفظ حدودها من العلامات المهمّة للتقوى ،وبهذا ذكرت أهمية السيطرة على هذه الغريزة بعد تبيان أهمية الصلاة وإعانة المحتاجين والإيمان بيوم القيامة والإشفاق من عذاب اللّه .
وقد جاء في ذيل الآية استثناء يدلّ على أنّ منطق الإسلام يرفض أن يقف الإنسان موقفاً سلبياً تماماً من هذه الغريزة ويكون كالرهبان والقسيسين يسير بخلاف قانون الخلقة ،وهذا العمل غالباً ما يكون محالاً وعلى فرض إمكانه فهو أمرٌ غير منطقي ،ولهذا نجد الرهبان من لم يستطيعوا أيضاً حذف هذه الغريزة من حياتهم ،وإذا لم يكونوا قد تزوجوا بالطريقة الرسمية فإنّ الكثير منهم ينصرف إلى ارتكاب الفحشاء عند الاختلاء .
الفضائح الناتجة من هذا المسلك ليست قليلة ،فقد كشف المؤرخون المسيحيون مثل ( ول دورانت ) وغيره النقاب عن ذلك .
المراد ب «الأزواج » الزوجات الدائمة والمؤقتة فإنّه يشمل الاثنين ،وقد ظنّ البعض أنّ هذه الآية تنهى عن الزواج المؤقت ولم يعلموا أنّ ذلك هو نوع من الزواج .