وفي آخر آية من آيات البحث يتحدث حديثاً أخيراً في هذا الإطار فيقول: إنّه يقال لهم من قبل ربّ العزّة بأنّ هذه النعم العظيمة ما هي إلاّ جزاء أعمالكم في الدنيا ( إن هذا كان لكم جزاءً وكان سعيكم مشكوراً ) .لئلا يتصور أحد أنّ هذا الجزاء وهذه المواهب العظيمة تعطى من دون مقابل ،إنّ كل ذلك جزاء السعي والعمل ،وثمرة الرياضات وجهاد النفس وبناء الذات وترك المعاصي{[5658]} .
ثمّ إنّ نفس بيان هذا الموضوع فيه لذّة خاصّة ،إذ أنّ الله تعالى أو«ملائكته » يخاطب الأبرار ويقدم لهم الشكر والتقدير ويقول: إنّ هذا جزاء أعمالكم وإنّ سعيكم مشكور ،بل قيل: إنّها نعمة ما فوقها نعمة وموهبة أعلى من كل المواهب وهي شكر الله للإنسان .
«كان » ،فعل ماضي ويخبر عن الماضي ،ولعلّه إشارة إلى أنّ هذه النعم كانت موفرة لكم من قبل ،لأنّ من يهتم كثيراً بضيفه يهيئ وسائل الضيافة له من قبل .