ويجدد التأكيد: ( ثم كلاّ سيعلمون ) .
فسيعلمون في ذلك اليوم الواقع حتماً: ( أنْ تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله ){[5703]} ،يوم ينهال العذاب الإلهي على الكافرين فيقولون بصرخات مستغيثة: ( هل إلى مردٍّ من سبيل ){[5704]} .
بل وإنّ طلب العودة إلى الحياة لجبران خطيئاتهم سيطرح في أُولى لحظات الموت ،حين تزال الحجب عن عين الإنسان فيرى بأُمِّ عينيه حقيقة عالم الآخرة ،فيستيقن حياة البرزخ والمعاد ،ولا يبقى عنده إلاّ أنْ يقول: ( ربِّ ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت ){[5705]} .
«السين » في «سيعلمون » حرف استقبال ( يستعمل للمستقبل القريب ) ،وهو في الآية المباركة يشير إلى قرب وقوع يوم القيامة ،وما نسبة أيّام الدنيا للآخرة إلاّ ساعة من الزمن !
أمّا تكرار جملة «كلاّ يسعلمون » ،فقيل: للتأكيد .وقيل: لبيان وقوع أمرين ..الأوّل: قرب وقوع العذاب الدنيوي .والثّاني: الإشارة إلى قرب عذاب الآخرة أيضاً .وقد رجح المفسّرون التفسير الأوّل .
وثمّة احتمال آخر ،وهو أنّ نمو وتطور الفكر البشري سيوصل البشرية إلى التقدم العلمي الذي يثبت بالأدلة العلمية والشواهد الحيّة تحقق يوم القيامة ،بالشكل الذي يبطل كل حيل الإنكار وعدم الإقرار .
ويُشكل على هذا الاحتمال ..كون ما سيحصل من تطور وتقدم إنّما يختص بالأجيال القادمة ،في حين أنّ الآية تتحدث عن المشركين في عهد النّبي( صلى الله عليه وآله ) ،وتناولت مسألة اختلافهم في أمر يوم القيامة .
/خ5