ويستمر القرآن في مشوار المقال: ( ثمّ السبيل يسّره ) ...يسّر له طريق تكامله حينما كان جنيناً في بطن أمه ،يسّر له سبيل خروجه إلى الحياة من ذلك العالم المظلم .
ومن عجيب خلق الإنسان أنّه قبل خروجه من بطن اُمّه يكون على الهيئة التالية: رأسه إلى الأعلى ورجليه إلى الأسفل ،ووجهه متجهاً صوب ظهر أمه ،وما أنْ تحين ساعة الولادة حتى تنقلب هيئة فيصبح رأسه إلى الأسفل كي تسهل وتتيسّر ولادته !وقد تشذ بعض حالات لولادة ،بحيث يكون الطفل في بطن أمه في هيئة مغايرة للطبيعة ،ممّا تسبب كثير من السلبيات على وضع الأم عموماً .
وبعد ولادته: يمرّ الإنسان في مرحلة الطفولة التي تتميز بنموه الجسمي ،ثمّ مرحلة نمو الغرائز ،فالرشد في مسير الهداية الإيمانية والروحية ،ويساهم العقل ودعوة الأنبياء والأوصياء( عليهم السلام ) في تركيز معالم شخصية وبناء الإنسان روحياً وإيمانياً .
وبلاغة بيان القرآن قد جمعت كلّ ذلك في جملة واحدة: ( ثمّ السبيل يسّره ) .
والملفت للنظر أنّ الآية المباركة تؤكّد على حرية اختيار الإنسان حين قالت أنّ اللّه تعالى يسّر وسهّل له الطريق إلى الحق ،ولم تقل أنّه تعالى أجبره على سلوك ذلك الطريق .