ويستثني المؤمنون من تلك البشرى المخزية: ( إلاّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون ) .
«ممنون »: من ( المنّ ) ،وهو القطع والنقصان ،( ومنه «المنون » بمعنى الموت ) .
وإذا ما جمعنا كلّ هذه المعاني ،فستكون النعم الأخروية على عكس الدنيوية الناقصة والمنقطعة والمقترنة بمنّة هذا وذاك ،حيث أنّها لا تنقطع ولا تنقص وليس فيها منّة .
أمّا الاستثناء الذي ورد في الآية السابقة ،ففيه بحث: هل أنّه «متصل » أو «منقطع » .
قال بعض المفسّرين: إنه منقطع ،أي: إنّ القرآن الكريم انتقل بالآية من الحديث حول الكفار الذي عرض في الآيات السابقة ،إلى الحديث عن المؤمنين وما ينتظرهم من أجر وثواب .
والأقرب لسياق الآيات أن يكون الاستثناء متصلاً ،وفي هذه الحال يكون هدفه فتح الطريق أمام الكفار للعودة وتشجيعهم على ذلك ،لأنّ الآية تقول: إنّ العذاب الأليم المذكور في الآية السابقة سوف لا يصيب مَن يؤمن منهم ويعمل صالحاً وعلاوة على ذلك ،سيكون له أجر غير ممنون .
/خ25