وتختم السّورة ب: ( إنّ هذا لفي الصحف الأولى ) ..( صحف إبراهيم وموسى ){[5942]} .
ولكن ،ما المشار إليه ب «هذا » ؟
فبعض قال: إنّه إشارة إلى الأمر بالتزكية وذكر اسم اللّه والصلاة وعدم إيثار الحياة الدنيا على الآخرة .
وذلك من أهم تعاليم جميع الأنبياء( عليهم السلام ) ،كما وورد هذا الأمر في جميع الكتب السماوية .
واعتبره آخرون: إنّه إشارة لجميع ما جاء في السّورة ،حيث أنّها ابتدأت بالتوحيد مروراً بالنبوة حتى ختمت بالأعمال .
وعلى أيّة حال ،فهذا التعبير يبيّن أهميّة محتوى السّورة ،أو خصوص الآيات الأخيرة منها ،حيث اعتبرها من الأصول الأساسية للأديان ،وممّا حمله جميع الأنبياء( عليهم السلام ) إلى البشرية كافة .
«الصحف »: جمع و( صحيفة ) ،وهي اللوح الذي يكتب عليه .
ونستدل بالآية الأخيرة بأنّ لإبراهيم وموسى( عليهما السلام ) كتباً سماوية .
وروي عن أبي ذر( رضي الله عنه ) ،إنّه قال: قلت يا رسول اللّه ،كم الأنبياء ؟
فقال: «مائة ألف نبي وأربعة وعشرون ألفاً » .
قلت: يا رسول اللّه ،كم المرسلون منهم ؟
قال: «ثلاثمائة وثلاثة عشر ،وبقيتهم أنبياء » .
قلت: كان آدم( عليه السلام ) نبيّاً ؟
قال: «نعم ،كلمة اللّه وخلقه بيده ..يا أبا ذر ،أربعة من الأنبياء عرب: هود وصالح وشعيب ونبيّك » .قلت: يا رسول اللّه ،كم أنزل اللّه من كتاب ؟
قال: «مائة وأربعة كتب ،أنزل اللّه منها على آدم( عليه السلام ) عشر صحف ،وعلى شيت خمسين صحيفة ،وعلى أخنوخ وهو إدريس ثلاثين صحيفة ،وهو أوّل من خط بالقلم ،وعلى إبراهيم عشر صحائف ،والتوراة والإنجيل والزّبور والفرقان »{[5943]} .( أنزلت على موسى وعيسى وداود ومحمّد على نبيّنا وآله وعليهم السلام ) .
و«الصحف الأولى »: مقابل «الصحف الأخيرة » التي أنزلت على المسيح( عليه السلام )وعلى النّبي الأكرم( صلى الله عليه وآله وسلم ) .