وتخاطب الآية التالية النبيّ الكريم( صلى الله عليه وآله وسلم ) مسلية له: ( ونيسّرك لليسرى ){[5933]} .
أي ،إخبار النبيّ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بصعوبة الطريق في كافة محطاته ،من تلقي الوحي وحفظه حتى البلاغ والنشر والتعليم والعمل به ،وتطمئنه بالرعاية والعناية الربانية ،بتذليل صعابه من خلال تيسيرها له( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
ويمكن كذلك أن تكون إشارة الآية إلى أن طبيعة الرسالة الإسلامية والتكاليف التي تضمّنتها ،طبيعة سهلة وسمحة ،خالية من الحرج والمشقّة .
وهذا المعنى يعطي شمولية أكثر لمفهوم الآية ،بالرغم من أنّ أكثر المفسّرين قد حددوا الآية ببعد واحد من أبعاد مفهومها .
وحقّاً ،فلولا توفيق اللّه وتيسيره للنبيّ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لما أمكنه من التغلب على كل تلك المشاكل والصعاب التي واجهته في حياته الرسالية ،وحياته الشريفة تنطق بذلك .
فنراه بسيطاً في لباسه ،قنوعاً في طعامه ،متواضعاً في ركوبه ،وتارة ينام على الفراش واُخرى على التراب بل وعلى رمال الصحراء أيضاً .
فليس في حياته الشريفة أيّ تكلف ،ولا أدنى تشريف من التشريفات الزائفة الواهية المحيطة بزعماء ورؤساء أيّ قوم أو اُمّة .