وفي الآيتين التاليتين ..يأتي الاستثناء ونتيجته: ( إلاّ مَن تولى وكفر ) ..( فيعذبه اللّه العذاب الأكبر ) .
ولكن ،إلى أية جملة يعود الاستثناء ؟
ثمّة تفاسير مختلفة في ذلك:
الأوّل:إنّه استثناء لمفعول الجملة «فذكّر » ،أي: لا ضرورة لتذكير المعاندين الذين رفضوا الحق جملة وتفصيلا ،كما جاء في الآية ( 83 ) من سورة الزخرف: ( فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون ) .
الثّاني: إنّه استثناء لجملة محذوفة ،والتقدير: فذكّر إنّ الذكرى تنفع الجميع إلاّ من تولى وكفر ،كما جاء في الآية ( 9 ) من سورة الأعلى: ( فذكّر إن نفعت الذكرى ) ،( على أن يكون لها معناً شرطياً ) .
الثّالث: إنّه استثناء من الضمير «عليهم » في الآية السابقة ،أي: ( إنّك لست عليهم بمصيطر إلاّ مَن تولّى وكفر فأنت مأمور بمواجهته ){[5954]} .
كلُّ ما ذُكِر من تفاسير مبنيٌّ على أنّ الاستثناء متصل ،ولكن ثمّة من يقول بأنّ الاستثناء منقطع ،فيكون معناه بما يقارب معنى ( بل ) ،فيصبح معنى الجملة: ( بل مَن تولّى وكفر فإنّ اللّه متسلط عليهم ) أو ( إنّه سيعاقبهم بالعذاب الأكبر ) .
ومن بين هذه التفاسير ،ثمّة تفسيران مناسبان .
/خ23