وعندها ..بملأ يصرخ كيانه: ( يقول يا ليتني قدّمت لحياتي ) .
وفي قولته نكتة لطيفة ،فهو لا يقول قدّمت لآخرتي بل «لحياتي » ،وكأنّ المعنى الحقيقي للحياة لا يتجسد إلاّ في الآخرة .
كما أشارت لهذه الآية ( 64 ) من سورة العنكبوت: ( وما هذه الحياة الدنيا إلاّ لهو ولعب وإنّ الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون ) .
نعم ،ففي دنياهم: يسرقون أموال اليتامى ،لم يطعموا المساكين ،يأخذون من الإرث أكثر ممّا يستحقون ويحبّون المال حبّاً جمّاً .
وفي أخراهم ،يقول كلّ منهم: يا ليتني قدّمت لحياتي الحقيقية الباقية ..ولكنّ التمني ليس أكثر من رأس مال المفلسين .